ذكريات

على الجو الي بره وانا بالدوام اشوف المطر صراحه يات على بالي مو خوش ذكريات رغم جمالها

فمنذ فتره كنت في تايلند بنفس هذا الوقت من السنه والمطر ينزل خيوط خيوط وجدامي شيشتي والسيكل الاجار تحت المطر وماجده تتخطرف ووراها الماجده اللوخ تتخطرف عكسها لعنهم الله الكاسيات العاريات واحد مشبص ببطل النبيذ المعتق والثاني سكران جدامي فاصل على راعي المطعم الا يسمع مراويس وراعي المطعم يدور منو الصاحي ما لقاني الا انا مجابل شيشتي واشرب بالقهوه التركيه على انغام اغنية الاطلال لأم كلثوم حتى اني شكيت اذا انا في مصر او تايلند لولا اللافتات الي جدامي المكتوبه باللغه التايلنديه وبصحبتي عشاق من سويسرا يتعلمون مني عن الاكلات العربيه -كون المطعم عربي- ويسألوني في الفن وما هو تراث الكويتيين فيمسون معي على صوت نشاز من مصر اسمه ريكو او ريكي فيختلون مع بعضهم على الشاطئ مستمتعين صوت تلاطم امواج البحر.

نفس الجو هذا لكن في لبنان وفي نفس الوقت من السنه كان المطر مقزرها على مخي وماني قادر اصعد الجبل لانه اذا صعدت راح اعتبر نفسي من عداد المفقودين في احد اودية لبنان لكن ما امتعني فعلا بذاك اليوم رقص عاشقان تحت المطر والخمر ثالثهما والعياذ بالله على انغام اغنية فيروز اعطني الناي حتى ما انتهى من الرقص وجلسا قبالتي بنفس الطاوله ليؤنسون وحدتي في المطعم الجبلي ويدفعون لي الحساب رغم بساطة مدخولهم.

رغم عشقي للسفر وتمنياتي بزيارة بعض الدول التي لم ازورها حتى الان الا انه هناك ما يوقفني في هذه الفتره عن السفر الى احدى البقاع في العالم متنقلا مع شيشتي ومعسل العنب المخلوط لي خصيصاً لا اعلم ما الذي يمنعني من السفر هذه السنه رغم اني قد نويت الذهاب الى فرنسا لأستمتع بالريف الفرنسي الذي اسمع عنه ولم اراه الا ببعض الصور عندما كنت في الرابعه من عمري كم نويت زيارة ايطاليا لأرى مدن العشاق المليئه بالقصص الجميله كم تمنيت ان اكون الان في احد الحانات في هولندا لأرى ما قال عنه الشاعر

يا رعى الله زماناً كان للعشاق مغنى
بين كاس بين ذنبٍ وغزال يـتجـنـى

كل هذا اوقفته لأجل شيء لا اعلمه كنت احس في ضياع في السابق لكن وجدت نفسي في فتره زمنيه قصيره احسست فيه بعودة الحياة داخلي بمجرد ان التقيت وجمعتنا الايام تحت سقف مكتب واحد وبشكل يومي نتسامر في ما يخص العمل وبما لا يخصه حتى اني بجميع الايام كنت اتمنى ان يمر وقتها بشكل بطيئ حتى لا ينتهي يوم العمل وكنت ابغض نهاية الاسبوع على عكس باقي الموظفين .

اصبحت قريباً منها بشكل شبه متكامل حتى انها اصبحت تستشيرني في امورها الحياتيه الخاصه وتبحث عن حل في بعض المشاكل المتعلقه بها فقامت تستند علي حتى في مرض والدتها لتتصل علي في اوقات الفجر لأكون معها جنباً الى جنب بالمستشفى حتى نكون في احد الاسواق وننتهي بالعشاء سوياً حتى ارافقها الى بيتهم وانام على وقع بعض الكلمات تأتيني عبر الهاتف منها تبث الحياة فيني والسعاده.

لا اعلم ما بال لساني لا يصارحها رغم الفيض الكامل الذي يحمله قلبي تجاهها حاولت مراراً وتكراراً قول كلمة اعجاب لها لكن لساني يربط تعود وتستشيرني برغبتها لتكمل دراستها خارج البلاد وانا اود ان اقول لها ان تستمر معنا لكن لساني يستمر بالمجامله وينصحها بالذهاب للسفر والدراسه رغم رغبتي الشديده في بقائها عل وعسى ان يخرج شيء من قلبي وينطق به لساني .

قدمت استقالتها لتتوجه الى الخارج بعد عدة ايام بعد ان ساعدتها انا لإستخراج الفيزا الملعونه التي كنت اتمنى وادعي من كل قلبي ان لا يتم الموافقة عليها حتى تبقى واراهن على فرص كثيره لكن حتى التذكره اتت لها هديه مني انا -المقرود- ولا اعلم ما بال عقلي لا يستمع لقلبي لعل يرق لحاله ويرأف به ويتنازل قليلاً عن مبادئه المتمسك بها وانقطعت ايام حتى اني اعتقدت انها سافرت وقد اضعت فرص كثيره ولا مجال للرجعه حتى اتاني اتصال منها بكلمات تسأل عن الاحوال فأحسست ان الله ارجع الي روحي فقد كنت في الايام التي مضت كما الميت لا اشعر بشيء الا ما فقدته طلبت مني ان نتوجه الى السوق معاً لتشتري ما تبقى لها من امور تبتغيها للسفر حتى ذهبت وعقدت ان اعاند عقلي وابوح عن ما في قلبي لكن ابى ان يتنازل عقلي عن مبادئه التافهه ولو دقيقه واحده ابوح فيها عن مكنونات صدري.

اقترب موعد السفر بقيت سويعات تمر كالدقائق لا اريد ان يتحرك الزمن عندها حتى تفوتها الطائره لكن امنياتي كانت ضدي لتطلب مني اخر طلب ان اوصلها الى المطار فتشكرني لتكون حصيلة الاشهر التي مضت ضمة من خصرها فقلت حانت الفرصه لأبوح ما في صدري لتقول لي كنت لي خير اخ لم تلده امي ليعود لساني الى سابق عهده لا يبوح بما يحمله قبل ان ينطلق بحرف واحد كفيل ان يخرج باقي الكلمات المصاحبه له.

اعتقد اني اوقفت فكرة السفر ان تمر على بالي لأنتظر اتصال قد يأتيني في يوم من الايام تبلغني فيه وصولها الى الكويت واعاود المحاولات لأن اقول ما احمله لها فننتهي كما كانوا العشاق الذين التقيتهم في تايلند ولبنان .

انتهى.